السبت، 10 أكتوبر 2009

الرحمة روح الجمال





تعبتر الاخلاق أهم شروط الجمال..
وأساس الاخلاق هو الرحمة والليونة في التعامل مع الاخرين. فلا يكفي أن تكون شخص متخلق لكي تصير شخصا مهاب ومقرب من الاخرين, فتلك الاخلاق تحتاج لقلب رحيم ومحب لكل من حوله, أخلاقك تحتاج لابتسامة صادقة وفن في السماع للاخر وإضهار أهتمامك بما يقول مهما كان..

وإنهاء الحديث بطريقة لبقة إذا كان ما تسمعه بعيدا عن قناعتك.. أخلاقك تحتاج لرأفتك بهم, فلا تطلب منهم شيئا يشق عليهم, حتى وإن عرضوا ذلك.. وأن تكرم ضعيف الحال قبل القوي وترفع من شأنهم. فرحمتك تجلب تواضعك.. وتواضعك يرتفع بك.



( فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) آل عمران:159

والفرق بين الفظ والغليظ القلب في اللغة هو :
الفظ الذي يكون سيئ الخلق
وغليظ القلب هو الذي لا يتأثر قلبه بشئ وليس ذي رحمة ولا رأفة، ))



إنَّ الرحمة في قلب الإنسان مؤشر على اتصاله بالله عز وجل ، فأبعدُ قلب عن الله عز وجل هو القلب القاسي .



تمرين للتطبيق



لتعرف مدى تمكنك من مفهوم الفظاظة وغلظة القلب, حاول أن تتجه لتمرين نفسك على نصيحة الاخرين, حتى تقيم وتسيطر على انفعالاتك الشخصية ورغبتك في الظهور امام الاخر.. وتذكر دائما أن النصيحة هي الاحسان قبل البيان.



وهذه بعض التوجيهات لمساعدتك في تمرينك :



لبد أنك تلقيت نصائح كثيرة خلال هذا الاسبوع, وأكيد كان من بينها ما حمل قدر من الاهانة فاقت الاهانة المباشرة, وذلك لأن من وجهوا لك النصيحه يجهلون آدابها وهكذا غطت على صدق نواياهم.



آداب النصيحة :



-أن تعرف أولا الشخص الذي توجه له النصيحه, وتحاول من خلال حوار منوع أن تعرف مدخل شخصيته.



-لا تسدي النصيحة في موضوع لا تملك أدلة عليه ولا شواهد, حتى وإن كنت متأكدا من صحته لأنك تؤكد للمخطىء صحة خطئه بجهلك.



-لا تبدئ بطرح العيوب بل أعرض أولا محاسن هذا الشخص ثم تتحدث له عن لب النصيحه بشكل عام وعن الأخطاء المرتكبه بهذا الموضوع واشمل نفسك بالأخطاء متحدثا عن نفسك بالقول : (لو توقفت عن فعل كذا لصرت أفضل.) حينها سيبدأ بالتحدث عن مشاركته لك بنفس الخطأ, استدرجه لكي يقرر التغيير.



-ابتعد عن التذاكي والنظره الفوقيه وبقولك لمخاطبك أنه من المستحيل أن تفعل كذا.. لا تجعل نصيحتك بارده خاليه من العواطف بل اجعل نصيحتك مليئه بالعواطف والخوف الحقيقي عليه فالعاطفه أقوى أساليب النصيحه.. وتضامنك أهم شيء يحتاجه مخاطبك لكي يهبك ثقته.



-لا تتطرف لرأيك, فأحيانا لا نكون نحن على حق, لجهلنا أو لقصر معارفنا, وأحيانا لعدم أختبارنا لمشاعر المخاطب, فما تراه لا منطق في تصرفه هو المنطق بعينه لدى الاخر, فأساليبنا في الحياة ونظرتنا للامور تختلف.. هنا يجب أن نكتفي بكوننا طرحنا وجهة نظرنا وننتظر تجاوب الاخر دون تزمت لرأينا ودون الدفاع عنه بشكل متوتر وأكتفي بأنك حصلت على ثقته.



وأخيرا لا تنسى أسلحتك.. ابتسامتك وحلمك وصبرك..



بعد هذا التمرين سنرى إن كنت قد نجحت في كسب ثقة وحب من ناصحته.. فالنصيحة هي أكثر شيء يمكن أن يفقدك ثقة واحترامه أو العكس..
النصيحة هي المرآة التي تعكس مكنونتك أمام الاخرين.. لأنها لا تخرج صادقة إلا من قلب رحيم وتترك أثرها في نفس من تلقاها..
أما إذا كانت لشيء في أنفسنا تنتهي بغضب لكبريائنا.. لأن المتكبر لا يرضى الاعتراف بأنه كان على خطأ ولا يسدي النصيحة إلا للظهور ولفت الانظار إليه..

آمال عكيفي

0 التعليقات: